رسمت النصرية، أول أمس، عودتها للقسم الأول بعد فوزها على نادي شباب تيموشنت، فلم يدم سقوط ''الملاحة'' إلى القسم الثاني سوى موسم واحد. غير أن قضية الأنصار المحبوسين عكرت الأجواء، فكانت الاحتفالات محتشمة أو مؤجلة.
بقاء النصرية في القسم الثاني، لم يدم طويلا فبعد موسم واحد، ها هي أكبر مدرسة كروية في الجزائر، تعلن عودتها وسط أندية النخبة ، بعد بداية موسم جد متوسط، لتنقلب الأمور رأسا على عقب في مرحلة العودة، ليعود الأمل إلى نفوس الأنصار.
لكن الأفراح أجّلت الى أجل غير مسمى، واقتصر الأمر على تجوال بعض السيارات في الشوارع الرئيسية لحسين داي، أغلبها للأنصار الذين تنقلوا إلى بوفاريك لمتابعة لقاء ترسيم الصعود، فخيمت قضية الأنصار المحبوسين بعد مواجهات لقاء القبة على الأجواء، وكما قال بعض الأنصار ''الاحتفال الحقيقي سيكون يوم الإفراج عنهم يومها سنحتفل ببزوغ الحق وصعود فريقنا المحبوب''.
شباب كسروا التضامن مع المسجونين قالوا من جهتهم ''الله غالب حنا مدوّدين، لم نستطع أن نخفي فرحتنا أو نؤجلها، رغم أننا جد متأثرين لما حدث لأصدقائنا الذين نشهد لأغلبيتهم الساحقة، أنهم ليسوا من يكسرون أو يرتكبون جرم''.
أكثر الأحياء تضررا، كان المقرية التي لم يقم الأنصار فيها بالتنقل بقوة لملعب بوفاريك، كما جرت العادة، فكل بالهم مشغول بفاروق بوهني ومن معه في سجن الحراش.
نفس الأجواء عاشها تقريبا حي عميروش، أحد أكبر معاقل النصرية، فكانت الحركة شبه عادية ولا شيء كان يدل على أن ''النهد'' حققت الصعود. فشبان الحي عازمون على انتظار الإفراج عن المسجونين لتنفجر الزغاريد ومنبهات السيارات من المقرية إلى ''لافارج''.
بشارع بوجمعة مغني، عدا بعض الرايات إحداها عملاقة، وجولة خفيفة لبعض السيارات حتى الساعة الثامنة كانت الأمور شبه عادية، بروسات معقل آخر للأنصار عاش نهاية أمسية وسهرة شبه عادية.
فالأفراح أجّلت ليكون العرس عرسين، يوم يتم الإفراج عن المناصرين، وهو حلم يراود الكبير والصغير في حسين داي، مثل ما راود حلم الصعود الجميع خلال الموسم الجاري.
حلم آخر يراود كل الأنصار، هو أن لا تعيد الإدارة نفس الأخطاء المرتكبة في الماضي والتي أدت بالنصرية الى القسم الثاني، والعمل على تكوين فريق تنافسي قادر أن يقول كلمته في المستقبل القريب ويعيد المجد الضائع لـ''اولاد لوساندي''.