الواقعية: مذهب في الفن والأدب يشير إلى محاولة الأديب أوالفنان تصوير الحياة كما هي عليه في الواقع. وتكمن المهمة الرئيسية للفنان، في نظر الفنان الواقعي، في وصف كل ما يلاحظه بحواسه، بدقة وصدق شديدين، من غير إهمال لما هو قبيح أو مؤلم ومن غير اطّراح للرمزية.
بدأت الواقعية ـ حركة واضحة المعالم في الفن ـ في القرن الثامن عشر. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر أصبحت هي الشكل الفني السائد. ولقد كانت الواقعية، ثورة على كل من التقليدية الكلاسيكية والعاطفية الرومانسية، وهما حركتان فنيتان عالجت أعمالهما أمور الحياة بأساليب مثالية، حيث تظهر أعمال التقليديين الكلاسيكيين الحياة على أنها أكثر منطقية وترتيبًا مما هي عليه في الواقع. أما أعمال العاطفيين "الرومانسيين" فتظهر الحياة على أنها أكثر إثارة من الناحية العاطفية، وأكثر بعثًا على الشعور بالطمأنينة مما هي عليه في واقع الحياة أصلاً.
يبذل الواقعيون قصارى جهدهم لكي يكونوا موضوعيين إلى أقصى درجة ممكنة، غير أنهم في محاولتهم انتقاء موضوعاتهم وتقديمها لايتمكنون من تجنب التأثير بما يشعرون به أو يفكرون. ولذا فإن أعمق أنماط الواقعية لديهم يأتي نتيجة المراقبة والحكم الشخصي.
القصة الواقعية:جاء الفن القصصي الواقعي ثورة على عاطفية وميلودراما المثالية الرومانسية. فالشخصيات في الفن القصصي الواقعي أكثر تعقيدًا من شخصيات القصص العاطفية "الرومانسية"، ومسرح الأحداث فيه يتسم بالهدوء وعدم التركيز على الحبكة وغموض الموضوعات. ويعالج الفن القصصي الواقعي في معظمه حوادث عادية ممكنة الوقوع، كما أنه يرسم شخصيات قابلة للتصديق. وتقدم معظم القصص الواقعية موضوعات متشائمة لا تدعو إلى البهجة، بل قد تثير الاشمئزاز. وهذه السمة القاتمة تنطبق بشكل أساسي على الطبيعية، وهي حركة تطورت عن الواقعية.
الكْلاسيكية: فلسفة في الفن والحياة تؤكد أهمية الترتيب والتوازن والبساطة. وكان الإغريق القدماء أشهر وأول الكلاسيكيين. وما لبث الرومان والفرنسيون والإنجليز وغيرهم، أن ابتدعوا حركاتهم الكلاسيكية الخاصة بكل منهم، التي كان لكل منها مميزاتها الخاصة الفريدة، وإن كانت جميعًا تعكس مُثلاً عامة مشتركة، للفن والإنسانية والعالم.
سمات الكلاسيكية:
تقابل فلسفة الكلاسيكية في الفن والحياة، فلسفة يطلق عليها اسم الرومانسية. وفي الوقت الذي تؤكد الكلاسيكية فيه على مبادئ العقل والتحليل فإن الرومانسية تُركّز على الخيال والعواطف. كما تسعى الكلاسيكية إلى ما هو صادقٌ وجيدٌ وجميل على مستوى شمولي. أما الرومانسية فتسعى إلى كل ما هو استثنائي وغير تقليدي.
ويتطلع الفن الكلاسيكي إلى الماضي بحثاً عن نماذج يُحتذى بها، وهو في كثير من الأحيان يُعيد إلى الحياة القيم الإغريقية والرومانية، ويُسمى في هذه الحالة الكلاسيكية المحدثة(الكلاسيكية الجديدة). أما الرومانسية فهي تتعاطف في كثير من الأحيان مع الثورات في المجتمع والفن. كما يتبع الفنانون الكلاسيكيون القواعد الرسمية المتعارف عليها، أكثر مما يفعل الفنانون الرومانسيون.
يدرك الكلاسيكيون أن الواقع معقدّ، إلا أنهم يحاولون الاقتراب منه من خلال تركيبات بسيطة. فالكاتب المسرحي الكلاسيكي مثلاً، يُركز على النواحي الأساسية بحيث إنّ المسرحية تتبع خطا واحداً في تقدم أحداثها التي يُمكن لها أن تحدث في يومٍ واحد، وفي مكان واحد، أو في أماكن متقاربة.
الرُومانسية: اتجاه في الفنون الجميلة والأدب، يركِّز على العاطفة أكثر من العقل، وعلى الخيال والبديهة أكثر من المنطق. ويميل الرومانسيُّون إلى حرية التعبير عن المشاعر، والتصرُّف الحر التلقائي، أكثر من التحفظ والترتيب. وتختلف الرومانسية عن مذهب آخر يُسمَّى الكلاسيكية. ونشأت عصور الرومانسية غالبا باعتبارها ثورةً ضد الكلاسيكية. وأظهر الفنانون والكُتَّاب على مرِّ العصور اتجاهات رومانسية. غير أن تعبير الحركة الرومانسية يشير عادًةً إلى الفترة التي بدأت من أواخر القرن الثامن عشر الميلادي إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
سمات الرومانسية:
يتطلع الرومانسيون إلى المُطْلَق. وكان الشاعر الرومانسي وليم بليك يعتقد أنه يستطيع أن (يرى عَالَمَا في ذرة من الرمال، وحديقة في زهرة برِّية). فالرومانسيون يرون الطبيعة روحًا حية تنسجم مع مشاعر الحب، والتراحم بين البشر.
تؤكد الرومانسية على حرية الفرد. ولا تؤيد الأعْرَاف الاجتماعية المُقَيِّدة، ولا الحكم السياسي غير العادل. وفي مجال الأدب، يكون البطل الرومانسي عادة رجلا ثائرًا، أو خارجًا على القانون، مثل شخصية مانْفرِد للشاعر البريطاني لورد بايرون.ومثلما يكون البطل الرومانسي ثائرًًا على التقاليد الاجتماعية، يكون الفنان الرومانسي ثائرًًا على الأفكار الزائفة، ذات المظهر الجميل. وفى المسرح، على سبيل المثال، يرفض الكُتَّاب الرومانسيُّون الوحدة الكلاسيكية للزَّمان والمكان. وتُعد مسرحية فادْر للكاتب جان راسين كلاسيكية تمامًا في الشكل. بينما تعتبر مسرحية فاوست للكاتب الألماني جوهان فلفجانج فون جوته، مسرحية رومانسية