يبدو أن بعض الأطراف التي لها نفوذ في أجهزة
الدولة تسعى دائما إلى انتهاج سلوكات وذهنيات سنوات الحزب الواحد من خلال
التدخل السياسي في الجانب الرياضي ومحاولة البعض إستغلال
الإلتفاف الجماهيري بمنتخب بلادهم
لفرض مواقفهم التي تخدم مصالحهم دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة المنتخب
الرياضية والتي لا يمكن في أي حال إلاّ لرجال الميدان تحديدها وتقييمها.
وقد استاء الشارع الرياضي الجزائري من الطريقة التي استقبل بها المنتخب
الجزائري في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة في مطار هواري بومدين... حيث تم
تنظيم حفل الاستقبال بشكل “بروتوكولي“ من خلال جلب فرق زرنة وأبناء
المخيّمات الذين اصطفوا في الرصيف لاستقبال الوفد الجزائري، ما ذكّرنا
بسنوات السبعينيات حين كان يُجبر التلاميذ للخروج إلى الرصيف لاستقبال
الشخصيات السياسية، ولكن كل من كان في المطار اكتشف أن أجواء ليلة الجمعة
مختلفة عن تلك التي أعقبت تأهّل “الخضر“ أمام مصر حين خرج الشعب الجزائري
عفويا لاستقبال أبطال “أم درمان“ تعبيرا على شكرهم لهذا المنتخب والروح
القتالية التي لعب بها في مباراتيّ مصر والسودان.
فرحة الشعب بـ مبولحي، قادير والجددوقد
جاءت بعض الجماهير القليلة التي تنقلت إلى المطار من أجل تحية العناصر
الجديدة التي تألقت في المونديال وشرّفت بأدائها الجزائر في أول مشاركة لها
على غرار الحارس مبولحي، قادير وبودبوز الذين أحدثوا حالة طوارئ في المطار
وكانوا محل تقدير الجماهير التي فرحت بمردود العناصر الشابة الجديدة التي
سرقت الأضواء من القدامى.
أسهم سعدان سقطت عند الجمهور الاستقبال “البروتوكولي“ الذي خصص للمنتخب
الجزائري كشف البرودة في الاستقبال التي خص بها المدرب الوطني سعدان الذي
فقد ود الشارع الجزائري الذي لم يرض عن بالخيارات التكتيكية للمدرب الوطني
واستاء للطريقة الدفاعية المعتمدة من طرف المسؤول الأول على العارضة الفنية
الذي لعب المونديال من أجل عدم تسجيل نتائج سلبية ثقيلة ولم يغامر من أجل
الفوز في أي مباراة. وقد ارتفعت الأصوات في الشارع الجزائري ومن طرف
التقنيين مطالبة بتغيير الطاقم الفني الذي لم يكن في مستوى التشكيلة والحدث
الكروي العالمي، حيث خرج “الخضر“ بنقطة واحدة ودون تسجيل أي هدف في الدور
الأول.
سيناريو 86 يتكرّر في جنوب إفريقيابغض النظر عن الأمور الفنية التي ميزت مشوار “الخضر“ في
جنوب إفريقيا والاختلاف في تقييم مشوار رفقاء زياني في المواجهات الثلاث،
فقد اجمع المتتبعون والصحفيون الذين تتبعوا كواليس “الخضر“ في جنوب إفريقيا
عن فشل المدرب الوطني في التحكم في المجموعة كما كان الشأن في مونديال 86،
حيث كثرت الاحتجاجات بين اللاعبين بسبب تهميش البعض ورفض البعض اللعب في
مناصب لا تليق بهم إذ كان سعدان يجد صعوبة عشية كل مباراة في وضع التشكيلة
الأساسية، ما تطلب تدخل رئيس الاتحادية الذي بفضله تجنبنا حدوث مشاكل
انضباطية مشابهة لما حدث في المنتخب الفرنسي. كما كشف لاعبون عن غضبهم من
خيارات سعدان في المباراة الثالثة على غرار بودبوز، ڤاواوي، غزال ومنصوري
الذين عبّروا علنا عن استيائهم من خيارات المدرب الوطني في المباراة
الثالثة أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
نقطتان، أربع هزائم وهدف واحد حصيلة سعدانإجماع الفنيين
بسلبية حصيلة المدرب الوطني سعدان في جنوب إفريقيا تعود إلى لغة الأرقام
التي تعتبر المؤشر الوحيد والموضوعي لتقييم مشوار “الخضر”، حيث لم تتمكن
التشكيلة التي أقحمها سعدان من تسجيل أي هدف في المواجهات الثلاث وتلقت
هدفين مسجلة نقطة واحدة فقط، وهو تقريبا مشوار مونديال مكسيكو أين حصد
سعدان نقطة واحدة أمام إيرلندا الشمالية بفضل كرة ثابتة من زيدان ليعجز في
تخطي عقبة البرازيل وإسبانيا لتبقى الحصيلة الإجمالية لـ سعدان في ست
مواجهات أشرف عليها على “الخضر“ في المونديال نقطتين وهدف واحد سجل بفضل
مخالفة زيدان.
نحو تكرار خطأ ما بعد أنغولاوأكثر ما يتخوّف منه الفنيون والمتتبعون هو تكرار الأخطاء
التي حدثت بعد دورة أنغولا، حيث لم يستخلص المسؤولون والطاقم الفني
الأخطاء والنقائص الفنية لـ”الخضر“ الذين دشنوا المنافسة بثلاثية أمام
مالاوي وختموها برباعية أمام مصر ولكننا حاولنا التهليل لإنجاز الوصول إلى
الدور نصف النهائي متناسين كل العيوب خاصة مشكل نقص نجاعة الخط الأمامي
الذي عجز عن التسجيل منذ مباراة كوت ديفوار.
الجزائر بحاجة إلى مدرب كفء وصارممحاولة بعض الأطراف في
السلطة فرض عقلية إشراف مدرب محلي على العارضة الفنية لا تعود إلى قناعة
فنية، بل لأسباب أخرى وذلك بمحاولة فرض الفني الجزائري للإشراف على منتخب
مشكّل من لاعبين خريجي المدارس الفرنسية، رغم أن فنيين كبار أكدوا أن
المنتخب الجزائري لم يحسن التفاوض تكتيكا في مواجهاته الثلاث حيث كان إجماع
حول نقص الانضباط التكتيكي عند “الخضر” وكشفوا أن الجزائر بحاجة إلى مدرب
صارم في هذا المجال ويحل المشكل الهجومي الذي أصبح الشغل الشاغل للجزائريين
منذ دورة أنغولا.
“الجزائر كبيرة وبحاجة إلى فني كبير“ويصرّ الشارع الجزائري عقب انتهاء
المونديال على ضرورة أن تتدخل الدولة بشكل إيجابي من جديد بعد ما وفّرت
لأول مرة كل الوسائل للمنتخب، على غرار أكبر المنتخبات العالمية، كما ساعد
روراوة من جانبه، من خلال عمل الكواليس، في استرجاع أحسن اللاعبين
“الفرانكو - جزائريين“ على غرار بودبوز وعبدون اللذين هُمّشا لحساب لاعبين
أقل منافسة منهم في أنديتهم.
“السوسيال” لن يُشجع الجدد علـى المجـيءوأكثر ما يتخوّف منه المتتبعون
لشؤون “الخضر“ هو استمرار السياسة والذهنيات نفسها في المنتخب ببقاء هذا
الطاقم الفني الذي تدهورت علاقته مع أغلب اللاعبين في جنوب إفريقيا، حيث
هدّد بعض اللاعبين على غرار بودبوز بعدم تلبية الدعوة مجددا في ظل بقاء
الطاقم الحالي الذي لم يمنح الثقة في اللاعبين الأكثر جاهزية، وما زاد من
استياء بعض اللاعبين هو دخول بعض اللاعبين بدلاء بالقوة وبضغط على الطاقم
الفني.
فرانكفورت مستعد للتفاوض مع الأندية التي تريد بلعيدذكرت إدارة نادي “انتراخت فرانكفورت”
الألماني أنها تريد تقليص تعدادها الموسم القادم نتيجة الأزمة المالية التي
تعاني منها، لهذا لن تضع العراقيل أمام اللاعبين الذين يرغبون في المغادرة
أو حتى الذين يلعبون لأندية أخرى على شكل إعارة، على غرار المدافع حبيب
بلعيد لاعب المنتخب الوطني، حيث أكدت إدارة نادي فرانكفورت أنها لن تُغالي
في مطالبها المالية للفرق الراغبة في التعاقد مع لاعب”الخضر”، رغم تأكيدها
في وقت سابق عن رغبتها في استرجاع خريج مدرسة “كلير فونتان”، إلاّ أن
المعطيات الأخيرة جعلت من إدارة النادي الألماني تَعدل عن هذه الفكرة وتقرر
الإستغناء عن بلعيد. الجدير بالذكر أن الدولي الجزائري يوجد محل اهتمام
العديد من الأندية الفرنسية، على غرار موناكو ولانس، إضافة إلى نادي
“اسكشهير