قصيدة جرس لسماوات تحت الماء
للشاعر الجزائري عثمان لوصيف
جرس أطارده فيجرحني الرنين
صدى يسافر في يدّي
غمامة تدنو وأخرى تهربُ
وأنا أهرول في سهوب العمر
أبحث عن جراحاتي التي انهمرت هنا
بالأمس منّي هل رعاها الأنبياء
فبرعت مزهوّة
أم أنها طارت إلى آفاقها تتلهّبُ
ويسيل لحن من فمي
فإذا البروق تدغدغ الأرض المريضة
تمسح الأعشاب والأهدابَ
والشجرُ المضرّج بالصبابة.. يطربُ
وإذا الطبيعة كلها سرّ يكاشفني
فأبصر في مراياها الحميمة طفلة عصماء
تسقيني الحنان فأشربُ
وأصير طفلا يستجيب للغوها
ويضيع في أحداقها الخضراء
يا ليت الطفولة سحرها لا يذهبُ
آهٍ ! على جرس توغّل في الضباب
فلا يعود سوى زفرات ناي نازف
أمطاره لا تتعبُ
أشدو .. أصلّي فالعناصر كلها تتأهّبُ
شوق النواميس استبدّ
ولألأت أسطورة قد مسّها الإغواء
فالكون استوى أيقونة من فضة
وأنا أنت نسيح في تاريخها
ماذا؟ وروحانا توحّدتا بها
هل تبصرين قصيدة
في مهرجان سطوعها تتوثّبُ؟
يا حبُّ يا جمر الكلام أعد.. أعد ما تكتبُ !
-2-
من أين حنجرة بزغت على الوجود
موقّعا تاريخك الشبقيّ
يا وجعا سماويا ويا شفقا مذاب ؟
هل كنتَ في رحم السدائم
ثم إذ خنّت إليك الأرض بعد سقوطها
في دورة الأشياء مزّقت الحجاب
وهرقت عشقك أنجما وحمائما
تنساب في غبش أنجما الضباب ؟
يا أيها الجرح الإلهي اشتعل
وخذ الخطاب
أنت الندى.. أنت المدى
أنت البداءة أنت.. أنت أنا
وأنت قصيدتي تجتاح هذا البرزخ المهجور
تخترق السراب
وتفيض ملء حقولنا الجدباء
عيدا من سحاب
جرس.. هو النبض السديميّ البعيد
هو الهوى الكونيّ وهو المعجزات الألف
تزهر في كتاب
يا أيها السارون في عمه الدجى
سيروا على إيقاع هذا الحرف
وانتصروا .. لكم سهري شهاب
برق هو الصوفيّ.. واللغة النبيّة
وابل يغشى اليباب !