اسرائيل تهدد باعتقال قافلة شريان الحياة وأردوغان يرسل سربا جويا لحمايتها
واصل "أسطول الحرية" نهار أمس رحلته بشجاعة وتحدي نحو قطاع غزة رغم التهديدات الإسرائيلية التي وصلت مسامع الوفود المشاركة وكذلك القائمين على الرحلة والتي مفادها أن الأسطول سيتعرض للقرصنة والاستيلاء من طرف جيش الاحتلال.
وتابعت سفن الاسطول طريقها باتجاه القطاع المحاصر بعدما أبحرت في الساعات الأولى من فجر نهار الجمعة، 3 سفن تركية من ميناء أنطاليا وعلى متنها أزيد من 700 راكب ومتضامن بينهم الوفد الجزائري، بالإضافة إلى سفينتي شحن محملتين بالمساعدات الإنسانية. وتشكل أسطول الحرية الذي يهدف إلى فك الحصار الجائر عن غزة بعد التقائه ظهر الجمعة في عرض البحر بالسفن التي انطلقت من اليونان.
وحملت الساعات الأخيرة من مساء الخميس، وكما أشارت إلى ذلك الشروق اليومي في عددها ليوم أمس، أخبارا سارة لكل المشاركين الذين أبدوا إصرارا فولاذيا على كسر الحصار على غزة والذين بقوا في القاعة المتعددة الرياضات لمدينة أنطاليا أزيد من 6 أيام كاملة، حيث قرر رئيس منظمة "اهاها" أن يزف خبر الانطلاق إلى الوفود بنفسه، من خلال إلقائه خطابا حماسيا ردد فيه المشاركون شعارات "الموت لإسرائيل" وهتفوا لفلسطين ولغزة، وفي كثير من الأوقات، هتفوا لرجب طيب أردوغان، الرجل الذي يراه المشاركون فيه الزعيم الأكثر شعبية في المنطقة خلال الظرف الراهن، ذلك أنه يوفر لهم غطاء من الحماية لا يمكن أن يتوفر لدى أي زعيم سياسي غيره.
الاحتفالية الكبيرة التي أدهشت الجزائريين ومعهم جميع ضيوف تركيا في الطريق نحو الميناء، وجد المسافرون في طريقهم إلى غزة ما يضاهيها أو ربما أكثر، عند بوابة ميناء أنطاليا التي ودعها الجميع في ساعة متأخرة من مساء الخميس، على أمل أن يعودوا إليها مستقبلا وقد حملوا معهم تراب غزة واستنشقوا هواء غزة. حفل توديع المسافرين نحو غزة، عرف أيضا إقامة صلاة الغائب على عضوين من منظمة "اهاها" لقيا حتفهما في سقوط طائرة بأفغانستان قبل أسبوعين، بينما كانا بصدد المساهمة في تقديم مساعدات لإنشاء دار للأيتام في إمارة طالبان السابقة، ناهيك عن ترديد الكثير من الأدعية التي تدعو للمسافرين بالثبات والتوفيق في الوصول إلى الضفة الأخرى من ميناء غزة.
الشروق ترصد تفاصيل يوميات الجزائريين عقب انطلاق الأسطول
القليلون هم الذين تصوروا أن سفينة كسر الحصار التي انطلقت من ميناء أنطاليا أول أمس، ستكون بهذه الفخامة من حيث الحجم الخارجي والشكل، لكن الإطلاع على تفاصيلها الدقيقة في الداخل، جعل الكل يكتشف أنه من الصعب الصمود في البحر أكثر من أسبوعين أو أقل إذا تم استهلاك المؤونة بطريقة غير شرعية!
هذا على مستوى الشكل ومتطلبات الحياة لكن الواقع أن الجميع هنا في سفينة كسر الحصار كانوا عازمين على الوصول إلى غزة..مهما كلفهم من ثمن...الساعة منتصف الليل وثلاثين دقيقة أي العاشرة والنصف ليلا بتوقيت الجزائر، قرر قبطان السفينة أن يعلن الإقلاع وسط تكبير وتهليل من طرف الحاضرين، هؤلاء تجمعوا بشكل لافت للانتباه خلف إمام أردني لترديد دعاء السفر والنصر على العدو...في الجانب الآخر، أتراك يؤمِّنون وهم يذرفون الدموع رغم أنهم لا يعرفون اللغة العربية إلا القليل منها فقط.
في كل مرة كان الركاب فيها يقطعون ميلا بحريا جديدا، كانوا يحسون أنهم يقتربون من غزة، فأخذ كل واحد منهم موقعه ومكانه داخل القاعات الكبيرة المخصصة للمسافرين، وكان نصيب الجزائريين الصالون الثاني بمحاذاة وفد الكويت ومعهم عدد كبير من الاندونيسيين، وفي الجانب المقابل، فضل الشيخ رائد صلاح أن يعقد ما يشبه الحلقة العلمية في تدريس بعض علوم القرآن واللغة العربية ولا يخلو الأمر طبعا من المقاومة التي يسعى صلاح إلى ترسيخها بشكل كبير في الأجيال الجديدة وكأنها وصيته التي لا يريد لها أن تنمحي..
ساعات بعد انطلاق السفينة، دوى صدى آذان الفجر في حدود الثانية صباحا بالتوقيت الجزائري، قفز البعض مسرعا نحو مراحيض لا ترقى إلى أماكن الوضوء، خمسة نجوم، لكنها ضرورية حيث لا يوجد غيرها على متن السفينة تماما مثلنا هو ضروري الوقوف في الصف واحترام من سبقك ولو كنت زعيم الإسلاميين ومسقط الحكومات في دولتك الكويت وثلما هو النائب وليد الطبطائي أو بالنسبة لنواب المغرب والجزائر.
للإشارة، فإن الاستعدادات داخل سفينة الحرية في أنطاليا التركية عرفت جهودا خاصة لاستقبال بقية السفن في المياه الإقليمية الدولية أمس ليتحول الأمر إلى أسطول مثلما كان متوقعا غير آبهين بالتهديدات الإسرائيلية المتزايدة.
إسرائيل تهدد وتستكمل إعداد معسكر الاعتقال
استكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية إعداد معسكر الاعتقال في ميناء أشدود. وتنوي قوات الاحتلال إعادة كل من يوقع على "أمر الإبعاد" إلى بلاده، في حين أن من يرفض ذلك سيتم نقله إلى سجن بئر السبع، وذلك بحسب المصادر الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها حذرت سفراء قبرص واليونان والسويد وتركيا وايرلندا، التي ستبحر منها السفن المشاركة في هذه الحملة، من أنها "منعت دخول السفن إلى غزة".
وقال وزير خارجية تل أبيب افيغدور ليبرمان إن الاسطول يشكل مساسا بما سماها السيادة الإسرائيلية. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان "نحث بقوة كافة الأطراف على التصرف بحذر ومسؤولية والعمل من أجل التوصل إلى حل مرض".
وجدد نيسيركي معارضة الأمم المتحدة لإغلاق قطاع غزة، كما أعرب عن "القلق بشأن عدم كفاية تدفق المواد من خلال نقاط العبور الشرعية لتلبية الاحتياجات الأساسية والبناء في إعادة الأعمار وإحياء الحياة الاقتصادية".
طائرة مروحية تركية تحلق فوق سفن الإغاثة لحمايتها
ذكرت مصادر عسكرية واستخباراتية إسرائيلية أن تركيا قد أرسلت تحذير قوي إلى الإدارة الإسرائيلية. ونقل موقع أخبار العالم التركي عن موقع إسرائيلي يعرف باسم DEBKAfile أن التحذير يتضمن أن طائرة مروحية أو أكثر ستحلق فوق سفن الإغاثة لحمايتها وتأمينها إلى أن تصل إلى غزة. وأنه في حال تعرض القوات البحرية الإسرائيلية للسفن ومنعها من الوصول إلى بغيتها فإن الطائرات لن تتردد في التدخل المباشر.
وجاء في الخبر أن إسرائيل لم ترد حتى الآن على هذه الرسالة التحذيرية، وأنه لا يوجد أي تغير في موقف إسرائيل من منع السفن من الوصول إلى غزة.